سعيد عبد الله بن حيدرة :
بعض معلمي الصف الأول يخجلك ، ويجعلك تحتقر نفسك نعم أقولها بصدق هذا
ما حدث لي وأنا في جولات التوجيه دخلت مع أحد معلمي الصف الأول بناء على طلب الأستاذ :
محمد سالم الديني مدير التوجيه سابقاً ( حفظه الله تعالى ) لم أكن قبلها قد خضت
تجربة الصفوف ( 1 – 3) ، فوجدت معلماً يتفوق على ذاته ؛ فهو دائم العطاء ، ذكي ، متجدد ، خرج من دائرة
التلقين إلى فضاء الإبداع والإبهار، يغلف كل هذا بحب صادق فيستميل الصغير ويكسب
ثقته قبل وِده . فتمنيت أن أكون مثله لقد أوتي حظاً كبيراً من الصبر .
كثير من معلمي الصف على هذه الشاكلة ، ولكننا نظن فيهم السوء ،
ونحملهم أخطاء كل الحلقات التعليمية التي بعده ، فمن لا يصدق فليجرب الدخول مع بعضهم
، وليحضر حصة ، قد تجده متواضعاً في ملبسه ، غير متبحر في ثقافته ، ولكنه فارس
ميدانه مثل هذا المعلم الذي شهدت معه حصة بمدرسة عمار بن ياسر بالحصين بحجر .
معلم الصف الأول ـ شئنا أم أبينا ـ سيبقى مهندس النجاح للعملية
التعليمية والتربوية برمتها ، والرقم الأصعب في الميدان التربوي ؛ فهو الذي يضع
لبنة أولى لبناء كامل فإن صلحت هذه اللبنة صلح البناء كله ، وإن شابها نقصٌ أو ضعف
فسنجني بناء متهالكا لن تجدي معه محاولات الترميم .
من المؤسف أن نجد في الميدان التربوي من لا يدرك هذه الحقيقة ؛
فتُسند هذه المرحلة المهمة لمعلم ينقصه الكثير ليكون معلما للصف الأول الابتدائي ؛
فلهذا المعلم مقومات أساسية لا يمكن التنازل عنها ، ولن يصلح الحال بالتغاضي عن
جلها أو كلها .
من حقك علينا معلم الصف الأول ألا نوازن بك أحداً ، وأن نعطيك حقوقك
كاملة ، فإذا فعلنا ذلك كسبنا الرهان ، وعندها فقط يحق لنا أن نقول بأننا على
الطريق الصحيح .