ومن شر حاسد
إذا حسد (5)
قال ابن
عاشور رحمه الله :
( عطف شر
الحاسد على شر الساحر المعطوف على شر الليل ، لمناسبة بينه وبين المعطوف عليه
مباشرة وبينه وبين المعطوف عليه بواسطته ، فإن مما يدعو الحاسد إلى أذى المحسود أن
يتطلب حصول أذاه لتوهم أن السحر يزيل النعمة التي حسده عليها ولأن ثوران وجدان
الجسد يكثر في وقت الليل ، لأن الليل وقت الخلوة وخطور الخواطر النفسية والتفكر في
الأحوال الحافة بالحاسد وبالمحسود .
والحسد:
إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير مع تمني زوالها عنه لأجل غيرة على
اختصاص الغير بتلك الحالة أو على مشاركته الحاسد فيها . وقد يطلق اسم الحسد على
الغبطة مجازا. والغبطة : تمني المرء أن يكون له
من الخير مثل ما لمن يروق حاله في نظره ، وهو محمل الحديث الصحيح : « لا حسد إلا
في اثنتين » ، أي لا غبطة ، أي لا تحق الغبطة إلا في تينك الخصلتين . )
وقال أبو
تمام « إن العلا حسن في مثلها الحسد»
وقال « وما حاسد
في المكرمات بحاسد »